شموخ الخليج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شموخ الخليج

منتدى عالم شموخ للرومانسيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صديق الغربة ...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العراب
عضو مشارك
عضو مشارك
العراب


عدد الرسائل : 72
تاريخ التسجيل : 26/07/2007

صديق الغربة ... Empty
مُساهمةموضوع: صديق الغربة ...   صديق الغربة ... Icon_minitimeالأحد يوليو 29, 2007 3:15 pm

صديق الغربة هو كالسراب يحسبه الظمآن ماءً، فإذا جاءه لم يجده شيئا. صديق الغربة هو الذي تلتقي مصالحه مع مصالحك في مرحلة معينة، ولكنه يمكن أن يركلك مع أول فرصة تسنح له بالاستقلال. وصراع المغتربين هو أحدى معارك المهاجر التي تستنفد طاقاته ومجهوداته، خاصة بين أبناء الجالية العربية. في الغربة لا تتوقعَنَّ أن يفرح لفرحك أحد، أو يبكي لحزنك صديق. والدّيَكة تجدهم في كل مكان، وفي أكثر التجمعات العربية. وهنا لا تتعجب إذا قابلك أحدهم مبتسما وفرحا بل معانقا، وذلك بعد ساعات قليلة من الإساءة إليك حاضرا أو غائبا؛ فهذه هي أخلاق الغربة والأخلاق التي لا تجاوز أشخاصنا المحدودة لتصبح سلوكا عاما هي مغانم خاصة، عاجلة أو آجلة ينتظرها صاحبنا المغترب. خليط غريب، غير متجانس، من شوائب الغيرة والكراهية والحسد يمكن أن تختفي دهرا طويلا في نفس المغترب تجاه صديقه وحيال أقرب الناس إليه في المودة الظاهرة، ثم لا تلبث أن تنفجر فتلقي حممها في كل مكان. ولكن هذه الشرائح المختلفة المتنافرة يجب أن تعيش في مكان واحد، وأن تسعى إلى الاقتراب بعضها من بعض، ولكنه اقتراب القطيع الذي يخشى التيه، ويظن كل من يراه أنه مترابط متعاضد يعاون بعضه بعضا. واجب الصداقة في الغربة باهظ التكاليف من الأعصاب والذهن، لأنك دائما في حالة ترقب من غضب الآخر، الذي إذا خاصم فجر. وتجمعات المغتربين العرب تحتاج إلى رابطة أخلاقية، وسلوكيات قويمة قبل أن تعلن هدفها، وإلا انهار البنيان على أصحابه. ولكن كيف تحدد السلوكيات القويمة، وأنت أمام شرائح متنافرة من البشر، تركت بلاد العرب هربا من إرهاب سياسي أو بحثا عن متع زائلة، أو رغبة في ثراء سريع، أو لأن الفقر والأمية والحظ التعيس يطاردها في الوطن فجاءت تحتمي منه في عالم المغتربين؟ كيف يمكن أن ينقلب الأبيض أسود، والأسود أبيض في عالم المغتربين العرب، بين عشية وضحاها؟ هل المغتربون العرب أشرار؟ معاذ الله، فنحن أيضا من المغتربين العرب، ولم يكن يدور في خلدنا أن نعمم صفات في قوم نحن منهم. ما أردنا قوله هو أن الصفات المكتسبة السيئة سريعة الالتصاق بنفوس المغتربين،لأن الصغائر إذا شغلت العقل والقلب فقد أحكمت عليهما عقدة الإيذاء. في الغربة لا تختار الصحاب، ولكنك تجد نفسك معهم في السراء والضراء، وتشارك في مجاملات وأحاديث ليس لك عليها سلطان. وإلا فكيف نفسر النسيان الكلي لأي مهاجر يعود إلى بلده من قبل أقرانه الذين قضى معهم سنوات طويلة. ولكن، ماذا يحدث إذا كانت النبتة طيبة، وخرج المهاجر من وطنه بأقل عدد من الأمراض النفسية والعصبية لوجود توازن في أسرته أو بيئته الأقرب والمؤثرة فيه تأثيرا كبيرا؟ هنا يبدأ المهاجر في اكتساب صفات حميدة في الغربة، ولكنه قد يفقد بعضها مع مصاحبة هذا الكم الهائل من كرنفالات المغتربين. فأنت تشترك في أحاديث الغيبة والنميمة، وتتحدث في قضايا بلدك في ظروف لا تصلح أصلا للقضايا الوطنية. وتشتاق للغة العربية وأحاديث أبناء الوطن، فتقبل مرغما وطائعا، في آن واحد، على الخوض في كل الشؤون. وأنت لا تستمع إليه، وهو لا ينصت إليك، ولكنكما تتحدثان حتى لا تقتل العزلة والوحدة أيا منكما.
والحق أن أمراض الغربة النفسية والعصبية والوجدانية ليس لها حصر، ولذلك تتوقع أي تصرف أو رد فعل دون مقدمات منطقية تؤدي إليه. أحيانا لا تعرف إن كان مجتمع الغربة العربي غابة، ليست بها رحمة أو تعاطف، أو هو امتداد لمجتمع الوطن، ولكنك ترى فيه النفوس عارية تماما من كل قيد أسري أو عائلي أو ديني أو سياسي أو بيئي.
إن علاقة السيطرة والقهر التي تؤلف كيان كثير من المغتربين العرب تؤدي إلى الخوف الدائم من غوائل مجتمع الهجرة التي لا يستطيع المغترب أن يردعها أو يردها. والتهديد الدائم لقوة المغترب وصحته ورخصة عمله وإقامته تجعله في حالة فقدان مناعة، أو العكس أي تجعله مترقبا حذرا لا يهدأ له بال. وإذا اجتمعت قسوة الظروف التي اضطرته إلى الهجرة، مع قسوة الحياة التي قابلته في الغربة، فإنه يفقد السيطرة على مصيره، ويضطر إلى المبالغة في تضخيم المشاعر الأمنية التي قد يجدها في تجمع عربي، أو صحبة طويلة لا تسمن ولا تغني من جوع لكنها تمنحه الشعور بالأمن والأمان. أما القلق على الصحة والأمن والعمل فهي هاجسه الرئيسي. والمغترب يحتاج إلى اعتراف من الآخرين بإنسانيته وحقه في المشاركة في الحياة العامة للمهاجرين، وبالتالي فهو يطمع في أن يصبح شخصا ذا قيمة في المجتمع الجديد. إن استمرار التبخيس الذي يصيب الإنسان المغترب بالإحباط يؤدي إلى اتساع مساحة الكراهية التي يحملها المغترب لأقرانه في الوطن الجديد. إنه لا يتمنى النجاح لصديقه، لأنه في عالم المنافسة لا تتسع الأرض لكل المتنافسين، والملعب لا يحتمل وجود كل اللاعبين. إن تغذية عقدة النقص التي تتحكم في المغترب العربي تزيده كراهية لأبناء وطنه الذين شاهدوه ضعيفا، في حين يظن أهل وأصدقاء الوطن( هناك) أن " ابنهم" انتقل من عالم التخلف إلى عالم النجاح والشهرة والتقدم، وبالتالي فهو الذي يمنحهم القيمة، بدلا من الأمر الطبيعي وهو أن قيمته تنبع أصلا من هناك. والمغترب العربي الذي يشعر بنقص صوب أبناء الوطن الجديد لا بد له من انتهاج سلوك تعويضي عن القهر الذي يتعرض له كل يوم وكل ساعة. ترخيص العمل، جواز السفر، اللغة، الثقافة، عدم وجود أصدقاء من أبناء البلد المضيف، موقعه كمواطن من الدرجة الثانية حتى لو كان يحتل مركزا مرموقا، الثقافة الجديدة التي يجد لزاما عليه أن يستوعبها، ولكنه لا يقتنع بها، ويمنعه ماضيه وثقافته الأصلية من هضم الجزء الأكبر من ثقافة المجتمع الجديد. وعشرات من الأسباب الأخرى التي تجعلنا نقترب من فهم تصرفات المغترب العربي غير المنطقية التي تتعارض مع أبسط سلوكيات الأخلاق والشرف. إن ضيق دائرة التعارف بين زملاء الهجرة تجعل نبع الموضوعات الشيقة والأحاديث المفيدة والتبادل الثقافي والوجداني والعقلي يجف..... وللحديث بقية بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آآآلمسستشار
عضو مشارك جدا
عضو مشارك جدا
آآآلمسستشار


عدد الرسائل : 150
تاريخ التسجيل : 22/07/2007

صديق الغربة ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديق الغربة ...   صديق الغربة ... Icon_minitimeالأحد يوليو 29, 2007 5:30 pm

العــرابـ

مشكور على الموضووع والرائــع

ونتظر جديدكـ

سلملم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صديق الغربة ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شموخ الخليج :: الفئة الأولى :: (شموخ العام)-
انتقل الى: